العلاقة بين الإبداع في الأفكار وممارسة الرياضة





إذا كنت تمارس الرياضة كثيرًا ،أمامك اذا  فرصةرائعة لتكون أكثر إبداعًا. 


 وفقًا لدراسةمثيرة للاهتمام حول الرابط بين النشاط البدني والابداع، تبين أن الأشخاص الذين يمارسون النشاطات البدنية يأتون بأفكار أكثر وأفضل. 

 وذلك عند إجراء الاختبار حول  إبداعهم مقارنة بالأشخاص غير المستقريين على ممارسة النشاط البدني نسبيًا. 
واقترحت الدراسة أننا إن كنا نرغب في أن نكون أكثر ابداعا بأفكارنا، يجب أن نكون أكثر حركة ونشاط .
 وقد تبين بالعلم :  أن النشاط البدني يؤثر على طريقة تفكيرنا. 
حيث تظهر العديد من الدراسات التي أُجريت على البشر والحيوانات أن أدمغتنا تتغير استجابة للنشاط البدني ، ويرجع ذلك جزئيًا إلى أنه أثناء التمرين نقوم بتزويد أدمغتنا بتغذية إضافية من الدم  والأكسجين
و في دراسات أجريت على حيوانات  تمارس الرياضة بانتظام  ضمن المختبرات لوحظ أنها أنتجت خلايا دماغية جديدة أكثر بكثير من نظيراتها التي لم يتم اجراء عليها أية تمارين ، وأنها أدت  بشكل أفضل في اختبارات التفكير ، حتى لو كانت كبيرة في السن. 
كذلك الأمر لدى البشر أيضًا فإن ممارسة التمارين الرياضية تؤدي إلى شحذ القدرات على التفكير والتذكر وتعزز المزاج. 
لكن للتثبت من صحة الادعاء أن الرياضة تحسن من المزاج أو الحالة النفسية  أجريت دراسات  ومعظم الدراسات  للحركة والإبداع بحثت في الآثار قصيرة المدى للنشاط البدني في ظل ظروف محكومة ضمن المختبرات أو الأماكن المماثلة،  ولم يتم التثبت من هذا الرابط بين الإبداع و النشاط  اليومي تآثيره على الحالة المزاجية   ، مثل  الذهاب في نزهة على الأقدام ، وطريقة عمل خيالنا ، أو كيف يمكن أن يؤثر النشاط على الإبداع في المقام الأول وعلى مزاجنا بالمقام الثاني. 
وعليه آجريت دراسة جديدة   نُشرت في مجلة Scientific Reports ، قرر  فيها الباحثون في جامعة غراتس في النمسا تتبع الأنشطة العادية لمجموعة من البالغين العاديين وقياس إبداعهم أيضًا ، لمعرفة ما إذا كان الاثنان ( النشاط والإبداع )مرتبطان ببعضهماوكيف.
 وتساءل العلماء أيضًا عن ارتباط  السعادة بالنشاط اليومي . فتوقعت بعض الأبحاث السابقة أن الحالة المزاجية الجيدة تلعب دور الوسيط الذي يربط بين النشاط والإبداع، وفقًا لهذه الفكرة ،قد تبين أن الحركة تجعل الناس أكثر سعادة ، كما أن فرحتهم الجيدة بدورها تجعلهم أكثر إبداعًا. 


 وللتأكد أكثر ومعرفة المزيد حول ارتباط النشاط بالحالة المزاجية وبالتالي بالابداع  ، جمع الباحثون 79 من البالغين الأصحاء ، وتم منحهم أجهزة تتبع النشاط لمدة خمسة أيام ، ثم طلب منهم زيارة المختبر وإطلاق العنان لمخيلتهم ، ووضع تصور لاستخدامات جديدة لإطارات السيارات والمظلات ، وإنهاء الرسومات والاحصائيات التي قاموا بها ومن ثم قام الباحثون بتقييم مخرجاتهم. 


أخيرًا ، وعند مراجعة البيانات ، باستخدام شكل معقد من التحليل الإحصائي الذي يتضمن نتائج من الأبحاث السابقة ذات الصلة (لإعطاء النتائج مزيدًا من الثقل الإحصائي) . تساءل الباحثون ، هل يرتبط الشعور بالسعادة ارتباطًا وثيقًا بمدى تحرك الأشخاص وإبداعهم ، بمعنى هل يوجد رابط بين الشعور بالسعادة والنشاط والابداع بنفس الوقت ؟ 
 وخلص الباحثون إلى أن الإجابة كانت لا. 
 حيث أثبت المتطوعون الأكثر نشاطًا مرة أخرى أنهم أيضًا الأكثر إبداعًا ، خاصةً إذا كانوا يمشون كثيرًا أو يمارسون الرياضة بشكل معتدل ولكن ليس بشرط أن يكونوا سعداء  
وكذلك الوضع بالنسبة للأشخاص النشيطين( الأقل من السابقين ) فقد كانوا  سعداء على الرغم من ممارستهم نشاطات رياضية أقل. 
 اذا  العلاقة بين النشاط والإبداع والحالة المزاجية كانت طفيفة.
 يمكن للناس أن يمشوا كثيرًا وأن يكونوا مبدعين تمامًا ولكن ليسوا سعداء بشكل خاص أكثر من غيرهم  ، 
مما يشير إلى أن الحالة المزاجية المحسنة لم تكن أكثر تأثيرًا على الإبداع. 

خلاصة القول المفيد : من خلال الدراسات تبين أن الأشخاص الذين يمارسون الأنشطة الرياضية هم مبدعون ولكن ليس بالضرورة أن يكونوا سعداء. 



تعليقات