ريجيم خاص لمرضى سكري الحمل



 يُعدُّ الحفاظ على نظام غذائي متوازن جزءاً أساسياً لضمان حمل صحيّ والسيطرة على سكري الحمل، ويمكن للطبيب أن يساعد على تحديد أفضل أنواع الأطعمة والوجبات المناسبة للحفاظ على صحة السيدة الحامل،

وعلى السيدات المصابات بسكري الحمل الاهتمام بمقدار الكربوهيدرات، والبروتين، والدهون، مع تنظيم مواعيد استهلاك الطعام للتحكم في مستويات السكر في الدم لديهنَّ، كأن يتم تناول الطعام كلّ ساعتين.

العناصر الغذائية لمرضى سكري الحمل :

في ما يأتي ذكر العناصر الأساسية للنظام الغذائي للأم الحامل:

 الكربوهيدرات: تُعدّ الكربوهيدرات جزءاً مُهماً من النظام الغذائي للمرأة المصابة بسكري الحمل، ويُفضّل عدم تناول كميّةٍ كبيرةٍ منها في الوجبة الواحدة، وبالمقابل فإنّه يجب أن تُوَزّع على مدار اليوم، مع تناول كمية قليلة مع كل وجبة، ويمكن الحصول على الكربوهيدرات من الحبوب، والحليب ومشتقاته، والفواكه، والخضراوات.

وللتحكم بكميات الكربوهيدرات المتناولة يمكن اللجوء إلى العديد من الطرق، ومنها ما يأتي:

البدء بعدّ الكربوهيدرات:

 تعادل الحصة الواحدة منها 15 غراماً، وهذا يساعد على حساب عدد غرامات الكربوهيدرات المتناولة في كل وجبة لضمان البقاء ضمن الخطة المحددة من قِبل الأخصائي أو الطبيب .

 تناول الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المنخفض: 

تعدّ الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيميّ (بالإنجليزية: Glycemic index) المنخفض مهمة في النظام الغذائي لمرضى سكري الحمل، وهي أطعمة ترفع مستوى السكر في الدم ببطء، وتُصنف ضمن المؤشر الجلايسيمي بدرجة 55 أو أقل، وهي طريقة جيدة للتحكم في مستويات السكر في الدم لدى السيدات المصابات بداء سكري الحمل، وتتضمن الخضراوات غير النشوية، وبعض الخضراوات النشوية، مثل؛ البازلاء، والجزر، وبعض أنواع الفاكهة، مثل؛ التفاح، والبرتقال، والليمون الهندي (بالإنجليزية: Grapefruit)، والدراق، والكمثرى، بالإضافة إلى الفاصولياء، والعدس، 

الدهون:

 يُنصح بتناول الدهون الصحية، مثل؛ زيت الكانولا، وزيت الزيتون، بالإضافة إلى الأفوكادو، والمكسرات غير المملحة، والدهون المتعددة غير المشبعة (بالإنجليزية: Polyunsaturated oils)، والحدّ من تناول الدهون المشبعة باختيار اللحوم الخالية من الدهون، والدجاج منزوع الجلد، ومشتقات الألبان قليلة الدسم، وتجنب الوجبات الجاهزة والأطعمة المصنّعة.

 البروتينات: 

يمكن للبروتين أن يساعد على الشعور بالشبع خلال اليوم، ويحسّن من مستويات السكر في الدم، وتجدر الإشارة إلى أنّ احتياجات الحامل من البروتين تزيد خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل، وتشمل الأطعمة المحتوية على البروتين؛ اللحوم الخالية من الدهون، والبيض، والأسماك، والدجاج منزوع الجلد، والأجبان قليلة الدسم، كما تعدّ البقوليات، والزبادي، والحليب مصادر للبروتين وتحتوي أيضاً على كمية من الكربوهيدرات.

 وتوضح النقاط الآتية احتياجات الحامل من حصص البروتين؛ مع الإشارة إلى أنّ الحصة الواحدة منه تعادل؛ 28 غراماً من اللحم الخالي من الدهون، أو الدجاج أو السمك، أو بيضة واحدة، أو 1/4 كوب من الفاصولياء المجففة والمطبوخة، وما يُقارب 14 غراماً، وملعقة كبيرة من زبدة الفول السوداني: 5.5 حصص للحامل في أول ثلاثة أشهر. 6.5 حصص للحامل في آخر ستة أشهر. 6.5 حصص للمرضع. مثال على نظام غذائي ليوم واحد لمرضى سكري الحمل يُوصى بأن تتناول السيدات الحوامل المصابات بسكري الحمل 3 وجبات على الأقل يتراوح حجمها بين صغيرة إلى متوسطة، بالإضافة إلى 2-4 وجبات خفيفة يومياً،

ومن الجدير بالذكر أنه لا يوجد نظام غذائيّ واحدٌ مناسب للجميع،ويجب استشارة أخصائيّ التغذية في وضع النظام الغذائي المناسب؛ حيث إنّه يُؤخذ بعين الاعتبار: الوزن، ونمط الحياة، والأدوية المُستهلكة، والمشاكل الصحية الأخرى التي تعاني منها الحامل،

وفي ما يأتي ذكر مثال على الشكل العام للحمية الغذائية التي يمكن أن يعطيها الطبيب أو أخصائي التغذية للواتي يعانين من سكري الحمل، مع العلم أنّ هذا النظام لا يوضح عدد السعرات التي تحتاجها الحامل، وعليها استشارة أخصائيّ التغذية لمعرفة احتياجاتها بشكلٍ دقيق 

وجبة الإفطار:

 تحتوي على حصتين من الكربوهيدرات بما يعادل 30 غراماً، وتشمل شريحة واحدة من خبز التوست الأسمر التي تعادل حصة كربوهيدرات، وكوب حليب خالي الدسم تعادل حصة كربوهيدرات أخرى، وبيضة. 

وجبة خفيفة:

تحتوي على حصة واحدة من الكربوهيدرات ما يعادل 15 غراماً، وتشمل 4-6 رقائق من الدقيق الكامل تعادل حصة كربوهيدرات، وما يعادل 28 غراماً من جبنة الشيدر. 

وجبة الغداء:

تحتوي على 3 حصص من الكربوهيدرات ما يعادل 45 غراماً، وتشمل حبة بطاطا مسلوقة متوسطة الحجم تعادل حصتين من الكربوهيدرات، وكوب حليب خالي الدسم يعادل حصة من الكربوهيدرات، بالإضافة إلى 113 غراماً من الدجاج منزوع الجلد، وكوباً من سلطة البروكلي، مع 1-2 ملاعق كبيرة من صلصة السلطة. 

وجبة خفيفة: 

تحتوي على حصتين من الكربوهيدرات بما يعادل 30 غراماً، وتشمل 3 أكواب من الفشار تعادل حصة كربوهيدرات واحدة، وحبة تفاح صغيرة تعادل حصة كربوهيدرات، بالإضافة إلى 2 ملعقة كبيرة من زبدة الفول السوداني. 

وجبة العشاء:

تحتوي على 3 حصص من الكربوهيدرات بما يعادل 45 غراماً، وتشمل شريحتين من خبز الدقيق الكامل تعادل حصتين من الكربوهيدرات، وكوباً من الحليب خالي الدسم تعادل حصة من الكربوهيدرات، بالإضافة إلى ما يعادل 85 غراماً من لحم الديك الرومي، وكوباً واحداً من الخضراوات، وحصة من الكربوهيدرات تعادل كوباً من التوت. 

وجبة خفيفة: 

تحتوي على 1-2 حصة من الكربوهيدرات تتراوح بين 15 -30 غراماً، وتشمل نصف موزة كبيرة أو موزة صغيرة تعادل حصة كربوهيدرات واحدة، و1/2 كوب من اللبن اليوناني منزوع الدسم ويعادل 1/2 حصة من الكربوهيدرات، بالإضافة إلى 2 ملعقة كبيرة من المكسرات.

 ونكرر التنبيه هنا إلى أنّ هذه الحمية الغذائيّة هي مجرد مثال على ما يمكن أن يعطيه أخصائي التغذية أو مقدم الرعاية الصحية المسؤول عن حالة المصابة بسكري الحمل، فاحتياجات كل امرأةٍ تختلف عن غيرها، وليست هناك حميةٌ واحدةٌ مناسبةٌ لجميع الأشخاص.

 الأطعمة التي يمكن تقليلها أو تجنبها لمرضى سكري الحمل من الأطعمة التي يجب الحدّ من تناولها نذكر ما يأتي

 الأطعمة الغنية بالدهون المتحولة والمشبعة، بما في ذلك الأطعمة المقلية وغيرها. الأطعمة الغنية بالملح أو الصوديوم. الحلويات؛ كالبوظة، والسكاكر، والمخبوزات. المشروبات المحتوية على السكريات المضافة، مثل؛ العصائر، والمشروبات الغازية، مشروبات الطاقة، ويفضل استهلاك الماء بدلاً منذها، وكذلك استخدام بديل السكر لكل من القهوة والشاي. 

نصائح لتجنب سكري الحمل

 التقليل من الوزن

 يؤثر الوزن الزائد قبل الحمل في خطر الإصابة بسكري الحمل، وبالتالي فإنّ إنقاص الوزن الزائد قبل الحمل يساهم في المحافظة على حمل صحي، حيث إنّ الوزن يزيد خلال فترة الحمل بشكل طبيعي وصحي، لكنّ زيادته بكمية كبيرة وبسرعة يمكن أن يزيد خطر الإصابة بسكري الحمل، وينصح باستشارة طبيب للتأكد من مقدار الزياد الطبيعية في الوزن.

ممارسة التمارين الرياضية

 يمكن أن تساعد ممارسة التمارين الرياضية قبل الحمل وخلاله على تقليل خطر الإصابة بمرض سكري الحمل، ويُنصح بممارسة التمارين متوسطة الشدة مدة 30 دقيقة في معظم أيام الأسبوع.

لمحة عامة حول سكري الحمل 

يُعدُّ سكري الحمل (بالإنجليزية: Gestational diabetes) أحدَ الأمراض التي قد تظهر عند السيدات الحوامل دون الإصابة به مُسبقاً؛ أي قبل أن تصبح حاملاً، حيث يرتفع مستوى سكر الدم أثناء الحمل ويختفي عادةً بعد الولادة، ويمكن الإصابة بهذا السكري في جميع مراحل الحمل، لكنّه عادةً ما يظهر خلال الثلث الثاني أو الثالث من الحمل، ويحدث نتيجة عدم قدرة الجسم على إنتاج كميات كافية لزيادة حاجتها من هرمون الإنسولين الذي يساعد على التحكم في مستويات السكر في الدم، وقد تتسبب الإصابة به بمشاكل للسيدة الحامل وللطفل أثناء الحمل وبعد الولادة، وبالمقابل إذا تم الكشف عنه مبكراً فإنّه يمكن التحكم به وتقليل مخاطره.

 وبالرغم من أنّ السبب الدقيق للإصابة بمرض سكري الحمل ما زال غير معروف، إلا أنّه من المُحتمل أن يتعلق بالهرمونات التي تُنتج بكميات كبيرة خلال فترة الحمل وتساعد على الحفاظ على الحمل وتؤثر في المشيمة؛ حيث إنّ زيادة كميتها مع مرور الوقت قد يرفع من مقاومة الإنسولين، ويمكن التحكم بسكري الحمل في معظم الأحيان من خلال تناول الأطعمة الصحية وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، ولكن يجب على المرأة المُصابة به في بعض الحالات أن تأخذ الإنسولين، ويجب الخضوع لفحص مرض السكري بعد الولادة بمدة 6-12 أسبوعاً، ثم كل 1-3 سنوات، وبالرغم من أنه يزول بعد الولادة بوقت قصير لدى معظم السيدات، إلا أنه قد يستمر ويسمى في هذه الحالة بمرض السكري من النوع الثاني. 

هل كان المقال مفيداً؟ نعم لا

رأيك يهمنا 

مصدر المقال 


تعليقات